رحيل ريمون معلوف “من خيرة القضاة العاملين بصمت”/ياسمينة العلي
كتبت ياسمينة العلي:
توفّي القاضي ريمون نقولا دياب معلوف يوم الأحد الواقع فيه 17 تموز 2016 عن عمر ناهز الثامنة والثمانين سنة، وشيّع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه مدينة زحلة يوم الأربعاء الواقع فيه 20 تموز.
ولد الراحل معلوف في 11 أيلول من العام 1928، ونال إجازة في الحقوق الفرنسية في العام 1950، وإجازة مماثلة في الحقوق اللبنانية في العام 1951، وانتسب إلى نقابة المحامين في بيروت في 12 آب من العام 1951 حيث تدرّج في مكتب القانوني الكبير إدمون ربّاط، ثمّ عيّن في سلك القضاء في 12 شباط من العام 1962، وشغل مناصب قضائية مختلفة منها مستشار في الغرفة الأولى لمحكمة الاستئناف في بيروت الناظرة في القضايا التجارية بين العامين 1966 و1980، ومستشار في محكمة التمييز المدنية بين العامين 1980 و1993، واحيل على التقاعد في العام 1996.
مارس القاضي معلوف التعليم فدرّس القانون التجاري والقانون الجزائي في كلّيّة العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال في جامعة الكسليك بين العامين 1968 و1978، والقانون البحري وعقود التأمين في جامعة القديس يوسف “اليسوعية” بين العامين 1979 و1982، ثمّ 1990 و1993، كما درّس مادة إدارة النقل البحري والجوي في “اليسوعية” بين العامين 1992 و1995.
وعمل معلوف محكّماً في المركز اللبناني للتحكيم، وتولّى التحكيم في قضايا تجارية ومصرفية، وشارك مع القضاة عبدالله ناصر وفرح حدّاد وأنور الحجّار في تأسيس رابطة قدامى القضاة في لبنان بنيلهم علماً وخبراً من وزارة الداخلية في 8 تموز 1999، وتولّى مسؤولية الشؤون الإدارية فيها. وهو قاض في منصب الشرف.
ونعى مجلس القضاء الأعلى الراحل معلوف، واستذكر في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي”ما كان للفقيد من همّة وتفانٍ ونشاطٍ وطيب سيرة وسريرة طوال فترة مسيرته القضائية”.
كما نعاه المحامي وديع المعلوف ومعاونوه الذين”خسروا مع ارتحاله الأصالة في النسب، والألمعية في علم القانون، والتواضع الخفيض مع الأنفة والحياد الحسامي مع الحرص على العدالة والمصداقية في محبّة الآخر ومحبّة الوطن”.
وفي تأبينه في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك، ألقى الأمين العام لرابطة قدامى القضاة ومفوّض الحكومة شرفاً لدى مجلس شورى الدولة القاضي حسن الحاج كلمة رثائية قال فيها:” كان قاضياً صالحاً، بل كان من خيرة القضاة العاملين بصمت والذين تركوا بصماتهم في محاكم البداية والاستئناف والتمييز التي عمل بها، وبمجرّد تركه مهنة المحاماة الشريفة التي كان من روّادها، وانتسابه إلى سلك القضاء في ستينيات القرن الماضي، إعتبر نفسه أنّه دخل إلى سلك الرهبنة فانقطع عن زخارف الحياة الدنيا ومباهجها وتفرّغ لعمله القضائي، فكان يعمل بجدّ وبدون ضجيج وبتضحية ونكران ذات، منكبّاً على تتبع أحدث المؤلّفات القانونية ودراسة أحدث الاجتهادات القضائية، لا يحابي ولا يداري في سبيل إحقاق الحقّ أخاً أو صديقاً، ولا يهمّه إرضاء أحد قبل إرضاء ضميره”.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 12- كانون الأوّل 2016).