سمر الحاج والمجتمع المنمَّط!/رنا نحلة
رنا نحلة:
لن تكتب ناشطات كثيرات في المواقع والصحف التي يعملن فيها عن رحيل المناضلة سمر الحاج، ولن ترثيها كثيرات من المفسبكات المطالبات بإعطاء المرأة حقّها بالعمل والنشاط الاجتماعي، لأنّ هؤلاء اللواتي نتحدّث عنهنّ لا يعجبهنّ “ستايل” سمر الحاج ولا توجّهاتها السياسية، ولأنّها ليست على الموضة التي يردنها، فلا مصلحة لديهنّ في رثائها والحديث عن نضالها لمدّة أربع سنوات ليلًا ونهارًا مطالبةً بإخراج زوجها الضابط علي الحاج من السجن الذي أدخل إليه ظلمًا.
نحن في لبنان منقسمون في كلّ شيء حتّى في النظرة الإجتماعية والثقافية إلى مواضيع لا علاقة لها بالسياسة ووسخها اللبناني، ومن يدري فقد يقول البعض إنّ زوج سمر الحاج محسوب على جهة أو فريق سياسي هو فريق 8 آذار، فلماذا نذكرها بالخير ولو بعد رحيلها؟!
هل يصعب لدى بعضنا أن يكون إنسانيًا ولو في ساعة من اليوم، ويكون منطقيًا لا يميل إلى عاطفة سياسية ولو في ساعة من اليوم؟ هل مكتوب علينا أن نظلّ مسيّسين في كلّ وجوه حياتنا اليومية؟
وهل سنبقى نعيش في حياتنا النمطية لا نتغيّر رغم كلّ الكوارث التي نحن في داخلها والتي يبدو أنّ عددها سيزداد مع الأيّام؟
إلى متى؟
“محكمة” – الجمعة في 2022/1/14