أحداث 2016: الحكم على سماحة.. وإنتحاريون في”القاع”.. وتوقيف ياسين و”استقالة” ريفي
كتبت نسرين نصّار:
لم يخلُ العام 2016 من الأحداث النارية على مختلف الأصعدة السياسية والقضائية والأمنية في لبنان، وسط دوّامة الحرب الدائرة في سوريا، فانفرجت على مستوى ملء الفراغ الرئاسي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتشكيل أوّل حكومة في عهده برئاسة الرئيس سعد الدين الحريري والتي تمثّل فيها “حزب الله” مع حلفائه بسبعة عشر وزيراً من أصل ثلاثين ونبتت فيها ستّ حقائب وزارية غير مألوفة سابقاً وارتبطت بشؤون المرأة، والنازحين، وحقوق الإنسان، والتخطيط، ومكافحة الفساد، ورئاسة الجمهورية.
وفشل وزير العدل السابق اللواء المتقاعد أشرف ريفي في تمرير أيّ تشكيلة قضائية واسعة خلال ولايته، مقتصراً على مناقلات جزئية أملت معظمها، ظروف تخرّج قضاة من معهد الدروس القضائية، وزاد من وطأة “عهد العسكر” في محراب العدل، إستقالة ريفي من منصبه الوزاري واستمراره في ممارسة مهامه خلافاً للدستور رافضاً حلول زميلته القاضية أليس شبطيني مكانه بالوكالة، وبقي يتدخّل في عمل بعض القضاة والمحاكم لتحقيق شعبية على حساب الحقّ والعدالة باعتراف القضاة أنفسهم ومَنْ كان مِنْ زملائهم مطلعاً على مسلسل التدخّلات وحجمها غير المسبوق، وهي كانت مدار الأحاديث الجانبية في الغرف المغلقة في بيت العدالة الأوّل قصر عدل بيروت.
وعلى مستوى المحاكمات، كان لافتاً للنظر الحكم الصادر عن محكمة التمييز العسكرية بحقّ الوزير الأسبق ميشال سماحة من دون أن يخلو من بعض الشوائب والهنات القانونية، وقد تطرّقت لها “محكمة” بصراحة ووضوح في العددين الرابع والسادس الصادرين في شهري شباط ونيسان 2016.
كما برز الحكم الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان ضدّ جريدة “الأخبار”، فيما استمرّت الغرفة الابتدائية في هذه المحكمة في عقد جلسات المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من دون أن تسجّل تقدّماً مقنعاً في مجرياتها، في وقت تواصل استنزاف لبنان مادياً بدفع المستحقّات المادية المتوجّبة عليه تجاه هذه المحكمة والبالغة 49% من ميزانيتها حتّى شارف الرقم المدفوع منذ قيام هذه المحكمة على مبلغ 400 مليون دولار أميركي تقريباً.
واستمرّت المؤسّسة العسكرية والقوى الأمنية في عملياتها الإستباقية ضدّ الشبكات الإرهابية والمعتدين على الكرامة الوطنية والإنسان اللبناني، فألقت القبض على قياديين من تنظيم”داعش” التكفيري وأحالتهم على المحاكمة.
وهنا شريط بأبرز أحداث العام 2016:
• يوم الاثنين في 4 كانون الثاني: فجّرت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية عبوة ناسفة كبيرة بدورية اسرائيلية مؤلّلة خلال مرورها على طريق زبدين- كفرا في منطقة مزارع شبعا المحتلة، ممّا أدّى إلى تدمير آلية من نوع “هامر” وإصابة من بداخلها.
• يوم الخميس في 14 كانون الثاني: وافقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف على إخلاء سبيل الوزير والنائب السابق ميشال سماحة مقابل كفالة مالية مقدارها مائة وخمسون مليون ليرة لبنانية، ممّا أثار غضب وزير العدل اللواء المتقاعد أشرف ريفي وحصلت عمليات قطع طرقات وإحراق دواليب في غير منطقة إحتجاجاً على إخلاء السبيل.
إستقالة ريفي
• يوم الأحد في 21 شباط : أعلن وزير العدل اللواء المتقاعد أشرف ريفي إستقالته من منصبه الوزاري وكان يفترض أن تحلّ وزير شؤون المهجّرين أليس شبطيني مكانه بالوكالة، غير أنّ ريفي بقي يمارس مهامه من مكتبه ومنزله في الأشرفية وطرابلس بتوقيع كلّ البريد الضروري منه والعادي، رافضاً حلول شبطيني مكانه.
• يوم الثلاثاء في 23 شباط: ألقت قوّة من الجيش اللبناني القبض على مسؤول تنظيم ” داعش” في بلدة عرسال البقاعية أحمد محمّد أمون المطلوب للقضاء بخلاصات أحكام ومذكّرات توقيف لاشتراكه في مقاتلة الجيش في عرسال في آب 2014 حيث جرى خطف العسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وقتله عدداً من المواطنين في بلدته عرسال وتفخيخ سيّارات وتفجيرها. وتبعت عملية التوقيف، إشتباكات بين الجيش و” داعش” في المنطقة.
• يوم الخميس في 10 آذار: وقعت اشتباكات بين الجيش اللبناني وتنظيم “داعش” الارهابي في جرود بلدة رأس بعلبك واستعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وقد استشهد للجيش اللبناني عسكري واحد، بينما قتل خمسة مسلّحين من التنظيم المذكور.
• يوم السبت في 26 آذار: أفرج عن أحد قادة المحاور السابقين في طرابلس سعد المصري من سجن القبّة بعدما أمضى محكوميته نتيجة تجريمه قضائياً. وقد استقبل في طرابلس على وقع أزيز الرصاص على مرأى من القوى الأمنية التي لم تحرّك ساكناً لتوقيف مطلقي النار.
سجن سماحة 13 سنة
• الجمعة في 8 نيسان: أصدرت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف حكمها المبرم بحقّ الوزير والنائب السابق ميشال سماحة وقضى بوضعه ثلاث عشرة سنة في الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية. وهو حكم مشدّد أصدرته المحكمة بصيغة قانونية معلّلة ولكن لدوافع سياسية.
• الثلاثاء في 12 نيسان: قتل أمين سرّ حركة “فتح” في مخيّم الميّة وميّة الفلسطيني فتحي زيدان الملقّب بـ” الزورو” نتيجة انفجار عبوة ناسفة تبلغ زنتها كيلوغراماً واحداً مزروعة في سيّارته عند “دوّار الأميركان”، جنوب مدينة صيدا حيث كان متوجّهاً إلى مخيّم عين الحلوة بعد مشاركته في اجتماع للقوى الفلسطينية في مخيّم الميّة وميّة.
إستشهاد بدر الدين
• ليل الخميس- الجمعة في 12- 13 أيّار: إستشهد القائد في المقاومة الإسلامية مصطفى بدر الدين( السيّد ذو الفقار) بانفجار كبير إستهدف مركزاً لحزب الله بالقرب من مطار دمشق الدولي وقيل إنّه قذيفة مدفعية أطلقتها الجماعات التكفيرية الإرهابية المنتشرة في سوريا. وشيّع عصر يوم الجمعة إلى مثواه الأخير في روضة الشهيدين في محلّة الغبيري.
• يوم الإثنين في 27 حزيران: فجراً، أقدم أربعة إنتحاريين على تفجير أنفسهم في أوقات زمنية متقاربة ومتتالية في بلدة القاع البقاعية مستغلّين تجمع الناس لإنقاذ جرحى التفجير الأوّل. وقد استشهد خمسة مواطنين وجرح 15 شخصاً بينهم أربعة عسكريين من الجيش اللبناني الذي حضر إلى المكان وضرب طوقاً أمنياً بحثاً عمّا إذا كان هنالك إنتحاريون آخرون. ومساء فجّر أربعة إنتحاريين أنفسهم أمام كنيسة بلدة القاع وفي مكانين آخرين من هذه البلدة الحدودية ممّا أوقع عدداً من الجرحى، وشيّع الشهداء إلى مثواهم الأخير يوم الأربعاء، أيّ بعد يومين، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
• يوم السبت في 27 آب: تمكّن الطفل الفلسطيني خالد الشطّي من اختراق الحواجز الأمنية والتفتيشات في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من دون أن ينتبه إليه أحد ومن دون أن تكون بحوزته تذكرة سفر، وصعد في طائرة متوجّهة إلى تركيا، وخلال الرحلة وتعداد الركّاب ضبطه فريق المضيفات وقبطان الطائرة وأعادوه معهم إلى بيروت. وتمّت ملاحقة أربعة عناصر من المديرية العامة للأمن العام قضائياً بجرم الإهمال في القيام بواجبات الوظيفة.
المحكمة الدولية تغرّم “الأخبار”
• يوم الاثنين في 29 آب: أصدرت المحكمة الخاصة بلبنان حكماً قضى بتغريم جريدة “الأخبار” مبلغ عشرين ألف يورو، ورئيس تحريرها إبراهيم الأمين مبلغ ستّة آلاف يورو بعد نشرهما أسماء وصور متعاونين مع المحكمة على أنّهم شهود وهو ما اعتبرته المحكمة تحقيراً لها!.
• يوم الأربعاء في 31 آب: إنفجرت عبوة ناسفة عن بُعْد مزروعة في حوض زهور في محلّة أوتوستراد زحلة – كسارة – سعدنايل، ممّا أدّى إلى استشهاد إمرأة سورية الجنسية تبيع المحارم على الطريق لإعالة أطفالها، وجرح أحد عشر شخصاً بعضهم إصاباته طفيفة.
القبض على ياسين
• يوم الخميس في 22 أيلول: ألقت قوّة من مخابرات الجيش اللبناني القبض على المسؤول في تنظيم “داعش” في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عماد ياسين ياسين المطلوب للقضاء بموجب أحكام ومذكّرات توقيف غيابية.
• يوم الاثنين في 31 تشرين الأوّل: إنتخب المجلس النيابي العماد ميشال عن رئيساً للجمهورية بمجموع أصوات بلغ 83 من أصل 127 نائباً حضروا جلسة الإنتخاب، ووجدت 36 ورقة بيضاء، وألغيت سبع أوراق، وحملت ورقة واحدة إسم النائب ستريدا طوق جعجع.
• مساء يوم الأحد في 18 كانون الأوّل: ولدت أوّل حكومة في عهد الرئيس العماد ميشال عون برئاسة الرئيس سعد الدين الحريري تحت عنوان “حكومة الوحدة الوطنية” وضمّت ثلاثين وزيراً بينهم إمرأة واحدة هي الدكتورة عناية عزّ الدين فرّان، وأسمتها وسائل الإعلام “حكومة حزب الله” لأنّه تمثّل فيها مع حلفائه بسبعة عشر وزيراً.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 13 – كانون الثاني 2017).