فؤاد بك السعد .. راية للحق لا تنطوي/أمل حداد
أمل فايز حداد (نقيبة المحامين في بيروت سابقًا):
أبكيك لا أرثيك، تخذلني الكلمات.
في لحظات كهذه كم يبدو الصمت أبلغ من العبارات.
الأستاذ فؤاد بك السعد الذي رحل عنا، نفتقده أحد أبرز وجوه رعيله سواء على الصعيد المهني ام على الصعيد الوطني.
فعزّ كثيراً على المحاماة أن ينسلخ من شجرتها العميقة الجذور غصن باسق، عرفه زملاؤه في المهنة ، كما في الندوة البرلمانية ، سيّداً في النبل والخدمة، في الحكمة والقانون، وقدوة في تحمل المسؤولية.
أسدى للمهنة وللوطن السمعة العطرة في شرف احقاق الحق عن طريق إعلاء الصوت في وجه كل عسف او طغيان ممّا يرفع مهمتنا إلى مستوى الرسالة ، وممّا يرفع أهل المهنة إلى مصاف رسل منتدبين لإحقاق الحق. و أهل الرسالات يملأوها الأرض عبيراً ونبلاً وخدمة، حكمةً و معرفةً وتمرّساً بكل ما يرمز إلى الخير والحسّ بالمسؤولية.
وكم أفتقده شخصياً زميلاً كبيراً وصديقاً وفيّاً ورفيق درب والدي بدأ تدرّجه في مهنة المحاماة في مكتبه ، وبقي وفيّاً على العهد وعلى القسم.
فيا زميلاً كبيراً،
نرى دخاناً وضباباً يلفّ المنطقة .
علّمنا كيف تكون الوحدة طريقاً الى إحباط كل محاولات الإذلال والاقتتال.
علّمنا أن القيادة والمسؤولية والحكم هي من حق الأشرف والأنبل والأعرق والأعرف.
كنت في حياتك مدرسة في الوطنية والأخلاق والوداعة. ما أحوجنا ، في مماتك إلى درس إضافي في الأصالة والتواضع لنردد مع الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهنّ شوامخ.
فؤاد السعد، مبارك السبيل الذاهب أنت فيه ، بسكون، وسلام ، ووداعة، وطمأنينة، إلى جوار ربك. أسألك أن تسأله أن يكثر، في بلدنا المنكوب ، من هذه السنابل الملأى بعاطر الشمائل والمزايا، نظير العطر الذي بقي يفوح منك.
“محكمة” – الجمعة في 2024/3/29