.. وتبقى نقابة المحامين الضمانة في زمن سقوط القيم وقتل الإنسان/فادي مصري
النقيب فادي خليل مصري:
أحبائي،
في صبيحة هذا الأحد الذي ينتظره المحامون كل عام كي يلتقوا في رحاب قاعة الخطى الضائعة وفي كنف نقابتهم،
أتوجّه إليكم بقلب يعصره الاسى ليس فقط على إرجاء انعقاد الجمعية العامة بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والمعلّق انعقادها لحين زوال الاسباب المانعة، بل قبل كل شيء، على وطن حبيب يواجه المحن المتتالية وشعب أبي يعاني الامرين من جراء عدوان متمادٍ وهمجية قلّ نظيرها.
إنّ لقاءنا حاصل لا محالة، وتقليدنا الديمقراطي الاصيل والمتجذر لن يغيب، وتبقى نقابة المحامين الملاذ الاخير والدرع الواقي والضمانة في زمن سقوط القيم وقتل الانسان.
إنّ لبنان لن يموت، وطن الرسالة الحضارية ، جذوره ضاربة في الزمن وسيبقى الى ما شاء الله وطناً للحرية والانسان.
فكري في كلّ حين مع كل مصاب ونازح ومعذب، وقلبي مع كل عائلة فقدت احد اعضائها او أعزائها، ووجداني مع كل صامد.
في هذه الأيّام الصعبة وفي مواجهة المأساة، أدعو زملائي الى التعاضد والتضامن والتحلّي بالصبر والإيمان والرجاء فنحافظ على وحدة نقابتنا العريقة وديمومتها وتماسك عائلتنا، كي نكون قادرين على النهوض معاً بوطن سيد حر مستقل، قائم على اسس ثابتة يليق بتاريخنا ويضمن مستقبل ابنائنا.
عاشت نقابتنا
عاش لبنان.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/17