أنت الفاعل لمجزرة بيروت/ ماري لين كرم
بقلم الدكتورة ماري لين كرم:
وتسألون من هو الفاعل والشريك والمتدخّل والمحرّض في مجزرة بيروت، فأقول:
أنت الذي بشطبة قلم ارتضيت أن تغلّب المحسوبيات والمحاصصة على الكفاءة، ماذا تنتظر من عدم الكفاءة في موقع المسؤولية؟
أنت الذي زرعت في نفس ابنك وابنتك الحقد والخوف من الآخر، فإذ به يكبر على حقد أعمى يدفعه إلى أن يضع في صندوق المصير، صوته لمن استثمر هذا الخوف وأوهمه أنّه سيحميه من هذا الآخر ….. ماذا تنتظر؟
أنت الذي ارتضيت أن تتصل بهذا “المسؤول” أو ذاك وأقمت له الولائم والموائد أو دفعت “الإكرامية” لكي يسيّر لك هذه المعاملة أو الملفّ ….
أنت الذي حرّضت على شريكك في الوطن في هذه السفارة أو تلك و”شكيت” أخاك في الوطن طمعاً بالانتقام على أيدي من لا يتحرّك إلاّ بناء على مصالحه الخاصة….
أنت الذي دمّرت جيلاً بكامله عبر قلب معايير الشطارة والنجاح من المثابرة والسهر والعلم إلى الفجور والاحتيال والاستغلال، فكُرّم العاهر على حساب العالم.
أنت الذي انتظرت العدل من نظام قانوني دولي غير عادل، مشلول ومسيّر لم يثبت نجاحه حتّى في أبسط الخروقات الدولية إلاً بناء على استنسابية محرّكيه.
أنت الذي ترتضي استدعاءك لتوبيخك من قبل “المفوّض” داعساً على كرامة شعبك ومن سلّمك أغلى ما عنده شرف تمثيله فبات “ممسحة” تحت أقدام العابثين.
أنت الذي قبلت أن تتقاضى راتبك وأتعابك دون أن تقدّم أيّ خدمة بالمقابل، فتقاعست، وخرقت الأنظمة وعملت في أكثر من وظيفة دون عمل حارماً أخاك من هذه الفرصة لتأمين لقمة العيش لأبنائه….
الجريمة الحقيقية تتمثّل في بناء الحجر قبل البشر.
هل أكمل ؟؟.
“محكمة” – السبت في 2020/8/8