مقالات

فرسان العدالة وعرس الديمقراطية/حسين فياض

المحامي حسين جميل فياض:
تنطلق يوم الأحد في الواحد والعشرين من تشرين الثاني عملية انتخاب نقيب وتسعة أعضاء جدد خلفًا للنقيب ولأعضاء مجلس النقابة الذين انتهت مدّة ولايتهم حيث تحتفل نقابة المحامين بعرسها الديمقراطي ككلّ عام وتتوّج فيه نقيبًا وتسعة أعضاء جدد في مجلس نقابتها خلفًا لمن حمل الأمانة وصانها في أحلك الظروف وأصعبها.
ولأنّ المحاماة هي محض رسالة تنطلق من قسم يؤدّيه المحامي قبل انطلاقته إلى ساحة العدالة وميدان العمل، فهي كذلك أمانة تضعها الناس بين أيدي المحامين بحيث إنّ المحامي بعد حمله أمانة الوكالة يغدو رسول الموكّل وفكره وعيونه أمام أقواس المحاكم.
صحيح أنّ ميادين العمل عديدة وساحات المهن كثيرة، لكن يبقى للمحاماة سحرها الخاص ورونقها المميّز في أبجدية المهن وألف باء العمل وجودًا وحضورًا وممارسة وانتخابًا.
وهذا السحر وذاك الرونق لم يأت من فراغ وعدم.
بل إنّ الذي أعطى السحر لهذه المهنة وأضفى عليها هذا البريق المميّز وذاك الرونق المهمّ في المجتمع وبين الناس:
أوّلًا، الروب الأسود الذي يرتديه المحامي ويتجلبب به متماهيًا مع عباءة الشيخ وجبّة الراهب والذي يضفي مهابة وتقديرًا وجلالًا.
وثانيًا، هم سادة القانون والتشريع وفرسان العدالة الأوائل.
بحيث كانت ولا تزال هذه النقابة ترفد الوطن بأهمّ الرجال وأعزّهم والذين كانوا وما زالوا مداميك المؤسّسات وأعمدة الكيان، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
إميل وريمون إده، وبشارة الخوري، وكميل شمعون، ويوسف السودا، وبهيج تقي الدين، وادمون كسبار، وكامل الأسعد، وكاظم الخليل، وأنور الخطيب وادمون رزق وأمين الجميل، وأوغست باخوس، ورشيد وعمر كرامي، ونصري المعلوف، وشاكر أبو سليمان، ومحسن سليم، وحسن عثمان، وسميح عسيران، ونبيه بري، وشفيق الوزّان، وبهيج طبّارة، وعبد اللطيف الزين، وعبدالله قبرصي، ومصطفى عبد الساتر، وغيرهم وغيرهم من جهابذة القانون وفرسان العدالة ودروع الوطن وحماته والذين أغنوا المكتبة القانونية بعصارة فكرهم وثمرة جهدهم وجهادهم.
ولا ضير في أنّ نقابة كنقابة المحامين والتي هي مقلع الرجال وخزّان الفكر وبوصلة الهدى، التي أعطت ما أعطت من لدنها للوطن قامات سياسية واجتماعية وفكرية كبيرة،
لا ضير أن يكون لها شأن عال ومكانة مرموقة بين المهن وفي عالم الأعمال. فالنقابة التي شهدت ولادة الكيان وأرست معالمه وشاركت في تكوينه وصنعه، حري بها أن يكون لها مكانة عالية وشأن كبير، وأن تكون مصدر أمن وأمان لكلّ شرائح المجتمع وأطيافه، وأن تكون في طليعة التغيير وترسي أسس الوطن على دعائم صلبة وثابتة.
لذلك، فإنّ الوطن كلّ الوطن، ينتظر منا هذا العرس الديمقراطي ليرسم من خلاله آفاقًا جديدة تؤسّس لمرحلة تكون نقطة الإنطلاق لمدى واسع ورحب، وبداية فصل جديد من كتاب هذا الوطن الذي تعب كثيرًا من ثقل الأزمات والمحن التي مرّت فيه وعليه وما زال يعاني من مصاعب وأزمات كبيرة وكثيرة.
فلتكن نقابة المحامين هي التي تقود الوطن والناس إلى برّ الأمان،لأنّها هي وحدها القادرة على فعل ذلك كونها هي الحارس الأمين لأحلام الناس والمحامين.
وهي الدرع الواقي للسلطة القضائية تحميها وتحتمي بها.
فالقضاء والمحاماة هما يدا العدالة وروحها والقلب، يتكاملان ويتناغمان ويتماهيان.
بهما تصفّق العدالة وبهما تطرق على القوس إيذانًا بإدانة مجرم ظالم، وإمّا إعلان براءة مظلوم بريء.
وبهما تبقى راية الحقّ والعدل والقانون عالية خفّاقة في سماء الوطن.
“محكمة” – الإثنين في 2021/11/15

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!