الأخبار

“قدامى القضاة”:الفلتان في الهجوم على القضاء لم يشهده لبنان خلال الحرب

“محكمة” – قصر عدل بيروت:
رأت الهيئة الإداريّة لرابطة قدامى القضاة أنّ ” الفلتان في الهجوم على القضاء والقضاة لم يشهده لبنان في أحلك الظروف التي مرّ بها حتّى خلال الحرب الأهلية المشؤومة التي شهدتها البلاد وانحلال أجهزة الدولة”، داعية المسؤولون، والإعلاميون، إلى الكفّ “عن تسجيل بطولات على حساب القضاء وعن اعتباره مكسر عصا”.
كلام الهيئة الإدارية للرابطة جاء في بيان أصدرته بعد اجتماعها بصورة طارئة واستثنائية اليوم في مكتبها في قصر العدل في بيروت، برئاسة القاضي الدكتور أنطوني عيسى الخوري وحضور الأعضاء عزت الأيوبي وحسن الحاج وفوزي داغر وأنطوان رشماني.
وتضمنّ البيان التالي:”كثرت في الآونة الأخيرة حملات التهجّم على القضاة من مختلف الجهات رسمية كانت أم خاصة ومن كافة وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة، آخذة في انتقاداتها اللاذعة والمقذعة الصالحين والطالحين دون تفرقة أو تمييز، حتّى يمكن القول إنّ القضاء أصبح مضغة في الأفواه تلوكه الألسن بشكل يسيء إلى سمعته ودوره في تأدية الرسالة التي يفترض أنّه نذر نفسه لها.
إنّ هذا الفلتان في الهجوم على القضاء والقضاة لم يشهده لبنان في أحلك الظروف التي مرّ بها حتّى خلال الحرب الأهلية المشؤومة التي شهدتها البلاد وانحلال أجهزة الدولة.
إنّ الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة مع اعترافها الصريح وملاحظتها الأكيدة أنّ كثيراً من الشوائب تعتري العمل القضائي في لبنان، خاصة لجهة التأخير في البتّ في القضايا والدعاوى المعروضة أمام المحاكم والتي تؤدّي إلى القول إنّ العدالة المتأخّرة هي الظلم بحدّ ذاته، تهيب بكافة المسؤولين الرسميين والإعلاميين أن يتحرّوا الدقّة والموضوعية قبل إدلائهم بتصريحات تتناول القضاة، وأن يعلموا أنّه إذا كانت لديهم شكاوى أو ملاحظات على أداء بعض القضاة، فإنّ هناك مراجع قضائية هي المختصة بمساءلة هؤلاء بإحالتهم إلى المراجع القضائية التأديبية التي يعود لها وحدها فقط إنزال العقوبة المناسبة بالقضاة المقصّرين أو المرتكبين.
كما أنّ الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة تهيب بالمراجع الرسمية أن تعمل على تفعيل هيئة التفتيش القضائي بزيادة عدد أعضائها وتخصيص واحد أو إثنين من المفتّشين القضائيين لكلّ محافظة لمراقبة سير العمل القضائي بانتظام.
كما تهيب بهذه الهيئة – هيئة التفتيش القضائي – أن تبقى العين الساهرة على حسن سير العمل القضائي والبتّ بالشكاوى المعروضة أمامها، أو الإخبارات التي تصل إلى مسامعها بالسرعة اللازمة.
فيا أيها المسؤولون، والإعلاميون، كفّوا عن تسجيل بطولات على حساب القضاء وعن اعتباره مكسر عصا، وعن التعميم في انتقاد القضاء دون دليل قطعي يثبت إدانتكم، وإلى الزملاء القضاة نوجّه هذا النداء: كونوا على قدر المسؤولية التي أنيطت بكم، ولا تفسحوا في المجال لحاسد أو حاقد أو موتور أو جاهل بعملكم أن يلوككم بلسان الشتيمة والسوء، واعلموا أنّ استقلاليتكم لا تؤخذ بنصّ دستوري ولا تمنح بنصّ قانوني، بل تنبع من ذاتيتكم وشخصيتكم ومناقبيتكم عملاً بقول الإمام علي بن أبي طالب “لا تهده إن لم يكن من نفسه ما يهده”.
وأخيراً، فإن الهيئة الإدارية لرابطة قدامى القضاة تتبنّى ما ورد في بيان مجلس القضاء الأعلى بحذافيره.”
“محكمة – الإثنين في 2020/11/30

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!