طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين: الشراء من البسطاء صدقة مغلّفة بالعزّة/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
كتب القاضي جمال الحلو ما يأتي: كونوا بأخلاقكم باقة ورد، أرقى وأجمل العطور ما يخرج من لسانك، ويسمعه غيرك، ويشعر به من حولك، وقد قيل: الكلمة الطيّبة صدقة.
أرقى السلام لمن يزهرون القلب بحروفهم. فرغم قسوة الواقع إلاّ أنّ هنالك دائمًا ابتسامة أمل.
في علاقاتك مع الآخرين، البعض غلطة محسوبة، والبعض درس لا ينسى، والبعض ذكرى جميلة وتنتهي، أمّا البعض الثابت فهم حالة من الرقيّ في الأقوال والأفعال فحافظ عليهم. وأعلم أنّ أرفع منازل الصداقة منزلتان: الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسيء إليه ثمّ صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسيء إليه.هذا، ولا تجعل علاقتك بالله كعلاقتك بالإسعاف. لا تتصل به عند الطوارئ فحسب، بل اجعل قلبك متعلقًا بالله، واذكره وأكثر من ذكره في الشدّة والرخاء.
لقد كان أبي يشتري من بضائع البسطاء بأغلى الأثمان رغم أنّه لا يحتاجها. فكنت أغضب من هذا التصرّف، فيقول لي:هي صدقة مغلّفة بالعزّة يا ولدي.
كونوا بأخلاقكم باقة ورد، لونها الأمل، سحرها الحياء، رحيقها الأدب واحترام مشاعر الآخرين. إنّها كلمات مغلّفة بأريج الصدق، مفعمة بشذى الطيبة، والغاية منها التصرّف السليم بعقل حكيم، وقلب مفعم بذكر العليم.
***
كبرنا بهدوء
كتبت الدكتورة يسرى المهداوي: كبرنا بهدوء. كبرنا لدرجة أنّنا لم نعد نبحث عن أصدقاء جدد أو حتّى على أشخاص يحبّوننا ونحبّهم. كبرنا لدرجة أنّنا نرتدي نفس الملابس لأسبوع وأسبوعين متتاليين دون أن نشعر بالحرج. كبرنا لدرجة أنّنا أصبحنا نخاف على أهلنا بدلًا من الخوف منهم.
توقّفنا عن مجادلة أحد حتّى وإن كنا على صواب.أصبحنا نترك الأيّام تثبت صحّة وجهة نظرنا. كبرنا لدرجة أنّه ما عدنا نتحدّث مع أحد عمّا يحدث معنا ولا عمّا يؤلمنا وصرنا نداوي جراحنا بأنفسنا.
كبرنا وصرنا نفرح بصمت ونبكي بصمت ونضحك بابتسامة. لم نعد نهتم بنوع الهاتف الذي نمتلكه ولا نوع السيّارة أو رقمها دون أن نخجل ممّا نملك.ولم نعد نتأثّر بمعسول الكلام، أصبحنا نريد أفعالًا من القلب. لم نعد نستهزئ بالغير. بل صرنا نقول (الله يعين الناس).
كبرنا وصرنا نعطي صدقة للفقير ونساعد المحتاج رغم ضعفنا. كبرنا وعرفنا أنّ المظاهر خدّاعة، وتعلّمنا أنّه ليس كلّ ما يلمع ذهبًا، وأنّ حبل الكذب قصير.صرنا نعرف من يضحك علينا بل ونتركه يصدّق نفسه بأنّه استغفلنا.
صرنا نعرف متى نسامح ولا ننتقم، ومتى نتغابى ومتى نعديها بكيفنا. وتعلّمنا ألاّ ننتظر أيّ شيء من أحد ولا نتأمّل بأحد، بل تعلّمنا كيف نكتفي بأنفسنا.
***
النقيب حسن المرعبي رجل المواقف
على اثر رحيل نقيب المحامين الأسبق في طرابلس حسن المرعبي كتب القاضي نبيل صاري ما يأتي:
فارس المحاماة والحقّ والعدالة. أمير الكرم والجود والبيوت والعقول المفتوحة للخير والخير فقط. رجل المواقف في زمن عزّ فيه الرجال. النقيب حسن المرعبي الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب رحل بجسده اليوم وبقي بفكره ونهجه وصدقه. الإنسان الذي قال كلمة الحقّ بوجه كلّ ظالم.
الإمتحان الذي كان يتوجّب على كلّ نقيب ومرشّح لعضوية مجلس نقابة المحامين بطرابلس أن يمرّ به وعبره.
“محكمة” – الجمعة في 2021/4/9

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!