الأخبار

إفتتاح مركز نقابة المحامين في محكمة تبنين وكلمات لممثلة بري وكسبار وشمس الدين ودكروب وحب الله

في خطوة لافتة، وضمن القناعة بتعزيز مراكز النقابة في المناطق، زار نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار يرافقه أعضاء مجلس النقابة وعدد كبير من المحامين، محكمة تبنين، وافتتح مركز النقابة فيها بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها بالكامل.
وحضرت النائب عناية عز الدين ممثّلة الرئيس نبيه بري، ابن بلدة تبنين، ومدير عام وزارة العدل القاضي محمد المصري والرئيسان الأولان ماجد مزيحم ونضال شمس الدين، وأعضاء مجلس النقابة ومحامون.
وعقد مجلس النقابة جلسته في مركز النقابة الجديد، وتمنوا على مدير عام الوزارة القاضي المصري، تقديم غرفتين لجعلهما مركزاً للنقابة فوافق. بعدها انتقل الجميع إلى إحدى قاعات المحكمة، وألقى مندوب النقابة المحامي فضيل حب الله كلمة شكر فيها من سعى إلى إنشاء مركز النقابة وتجهيزه. وقال:
” اسمحوا لي ان أرحب بكم في مركز النقابة في تبنين، أرحب بكم ما جاز وما وسع هذا الترحيب من قبلي وقبل المحامين الزملاء الحاضرين، ذلك يصح ان يرحب الضيف بضيفه، ولا يصح بما نحن عليه كونكم لستم بضيوف.
سيكون السادس من تشرين الأول عام 2023 يوماً مشرقاً وحدثاً مجيداً يدّون في سجلات سراي تبنين لاستضافتها مجلسكم الكريم في محرابها، مؤتزرين بالفيض العابق من تاريخ قلعة تبنين، المنيعة والرابضة بجلالتها شرق السراي، يحرس كلاهما الآخر في رحاب عشق مضطرم، تتالت فيه العصور قديمها وحديثها بأبهى صورة، وقد ارتمت السراي عند أقدام القلعة إجلالاً لقدرها. فبادلتها القلعة بنظرة حانية مطمئنة. هامة من الأزل إلى الأبد سيبقى هذا الجبل منيعاً حصيناً وحامياً لكل شبر من هذا الوطن.
سعادة النقيب. مجلس النقابة المحترمين، ان جهدكم الدؤوب وعملكم كخلية النحل هو محل تقدير واحترام لما بذلته ام النقابات في سبيل تجاوز المحن التي عطلت الحياة في لبنان ولا زالت جاثمة فوق الصدور، رائدكم في ذلك خدمة الحق في أشد الحالات إستعصاء. والمحافظة على الإستقلالية في مسيرتكم المهنية والنقابية. بقيادة سعادة النقيب الذي استحق لقب: نقيب الفكر الحر والكلمة الحرة.
إن حضوركم قد بعث الحياة في عروق هذه الدائرة فإننا أحوّج ما نكون لأن يتسلل نبض منها إلى المحاكمات التي أصابها الشلل منذ سنوات، وباتت النجوم أقرب إلينا من الأحكام، وهو ما ارتد بتعطيل عمل المحامين وتراجع واقعهم المالي لينال من سمعتهم- لذلك فإننا نناشدكم السعي ما استطعتم على تنشيط وتفعيل سير المحاكمات والفصل فيها بما تستوجب من سرعة.
شمس الدين
بعدها ألقت الرئيسة الأولى القاضي نضال شمس الدين كلمة جاء فيها:”أيها الحضور الكريم، نجتمع اليوم في محكمة تبنين لافتتاح مركز نقابة المحامين فيها وذلك بجهود ومساعي وهمة جانب نقابة المحامين في بيروت ومباركة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. نقابة المحامين المشكورة والتي ساهمت في تسريع دورة العدالة في كافة المحاكم. وإننا في هذا الإطار نأمل ان تلقى هذه المنطقة المزيد من الرعاية والإهتمام.”
وارتجل النقيب كسبار كلمة شدّد فيها على ارتياحه لزيارة تبنين، بلدة الرئيس بري، وغرفة النقابة شاكراً كل من سعى لهذا المشروع.
بعدها انتقل الجميع تلبية لدعوة الغداء. وقدم الحضور المحامي محمود المصري.
دكروب
بعدها ألقت المحامية نادين دكروب رئيسة لجنة لجنة شؤون الأحداث وحقوق الطفل في النقابة، وابنة تبنين، كلمة بالمناسبة:
«بلدتي، عذراً إن غِبتُ عنكِ، فمنَ القلبِ لم يغبِ الوِصالُ .
تنأى بنا الدنيا بعيداً وتدنو ، إلى سواكِ لا يِطب الرحالُ… فأنتِ نبعُ الكرامةِ ووطنُ الرجالِ .
ليس بالصدفةِ أن يُستحدثَ فيكِ قصرٌ للعدلِ،
وليس بالصدفةِ أن يَضُمَ السرايا الحكومي في تبنين مراكزَ لإداراتٍ ومؤسساتٍ عامةٍ بهدفِ خدمةِ المنطقة والجوار .
إنه عملٌ تراكميٌّ قام بهِ المخلصونَ والمحبونَ لأرضهِم ووطنهِم، كلٌّ من موقعهِ، لتكونَ تبنين نموذجاً لمبدأ اللامركزية الإدارية التي تَختصرُ مشقات ومعاناة  الروتين الإداري المركزي .
عندما نقول أن نِقابةَ المحامينَ هي قلعة ُالوطنِ، يستحضرني، أنا إبنةُ تبنين، قلعتُكِ التي تعاقب على غزوها عهودٌ وشعوبٌ، وبقيت صامدة كما ترونَها اليوم، فكذلك هي نقابتي تبقى صامدةً، وفي تطورٍ دائمٍ ومستمر مهما اشتدت عليها الأزماتُ والمِحن.
فأهلاً وسهلا ًبقلعةِ الحقِ والعدالةِ والعيشِ الواحد، في بلدةٍ تضم وما زالت وستبقى المسيحيين والمسلمين تحتَ كنفها، فعلى بعد أمتارٍ من المركز الذي نحتفل بإعادة تأهيله وتجهيزه اليوم مسجدٌ يعانقُ الكنيسة، لم تفرق بينهما يوما” لا حربٌ ولا غزوٌ ، اذ صح ودون مبالغة في تبنين بأنها بلدة العيش الواحد، فإستحقت من مجلس النقابة الكريم هذهِ اللفتة مما لها من تأثير وانعكاس إيجابي على المتقاضين والمحامين على حد سواء .
فإنني، وبإسمي الشخصي، وبإسم كلّ من فَرِح وعنى له هذا المركز أشكر مجلس نقابتِنا وعلى رأسِهم سعادة النقيب الاستاذ ناضر كسبار  الذي لم يغب عن باله الزملاء المحامين المنتشرين على كافة الاراضي اللبنانية،  وعزز بالفعل اهتماماً لافتاً لكافة المراكز النقابية في كل المحافظات،
ولا بد لي من التنويه بالتعاون الوثيق مع الرئيسة الأولى القاضية نضال شمس الدين لتسهيل وإنجاح عملية تأهيل وتفعيل هذا المركز،  والتنويه أيضا” بممثل النقابة الأستاذ فضيل حب الله لتوليه المهام الملقاة على عاتِقه طوال الفترةِ السابقة و ما زال.
” من لا يشكر الناس لا يشكر الله” .
ولأنني بطبعي الوفاء، لا بد لي من توجيه الشكر الكبير لأمين سر النقابة الأستاذ سعد الدين الخطيب و أمين صندوق النقابة الأستاذ ايلي بازرلي على كل الاهتمام والمتابعة، كما أشكر كلَ فردٍ من أعضاء مجلس النقابة الكريم على دعمهم كل أفكار التطوير النقابية.
وهنا اسمحلوا لي، اسمحوا لي شكر النبيه الرئيس الذي جعل من هذه البلدة أشبه بمدينة تتوفر فيها كل مقومات العيش الكريم واللائق، الذي انعكس ايجاباً على الكثير من المناطق الجنوبية المحيطة، وليس بالغريب على دولته تقديم كل الدعم والمؤازرة والمباركة والايعاز لمن يلزم في البلدة لتأمين التسهيلات لانجاح هذا اليوم النقابي المميز….. إنه بالطبع دولة الرئيس المحامي نبيه بري .
في النهاية أشكر حضور كل واحدٍ منكم، وأفتخر بإنتمائي لنقابةٍ هي بالفعل لا بالقول، أمُ النقابات.»
كسبار
من جهته ألقى النقيب كسبار كلمة شدّد فيها على وجوب إنماء المناطق لأن الحضارة في المدينة فقط هي دليل تخلّف. وأكد ان مجلس النقابة اتخذ قراره بالإجماع منذ بدء ولايته بتعزيز مراكز النقابة في المناطق وتزويدها بالقرطاسية والكتب وجميع المستلزمات والطاقة الشمسية التي شملت عدداً كبيراً من المحاكم وآخرها ما سيتم خلال الأيام المقبلة في جونية وعاليه. وشدد على وجوب تعيين قضاة في المناطق لأنه لا يجوز أن تكون بعض المحاكم من دون قضاة يحضرون على الأقل مرة في الأسبوع. كما شدد على وجوب تعزيز حصانة المحامي واحترامه في الدوائر الرسمية وغير الرسمية وفي مراكز القوى الأمنية من درك وشرطة قضائية وأمن عام.
وانتقد النقيب كسبار صغار النفوس الذين لا هم سوى النقد الهدام إما عن حسن نية أو بتحريض من منظمات. وقال: نحن نزور جميع المناطق لتعزيز وضعيتها. ولا يمكن القول اننا نزور تبنين من أجل افتتاح غرفة النقابة ” كرمال كم طاولة وكرسي ومكتبة وبرداية. ..”. هذا كلام لا يتفوه به سوى الصغار.
وكلمة الختام كانت للنائب الدكتورة عناية عز الدين ممثلة الرئيس نبيه بري فقالت:
شرفني دولة الرئيس نبيه بري بتكليفي القاء كلمته في هذا الحفل الكريم المخصص لافتتاح مركز نقابة المحامين بعد اعادة تأهيله في سرايا تبنين، هذه البلدة الجنوبية العريقة بتراثها الضارب في عمق التاريخ وقلعتها الصامدة على رابية زاهرة من جبل عامل.
 انها تبنين موطن للجمال وصرح للادب والعراقة ومحفل للعلماء وقلعة للمقاومة والصمود.
 هنا يطول الحديث عن صفحات التاريخ المليئة بالاحداث والعبر والشؤون والشجون وتلاقي الصمود والامل.
هنا حيث تعاقب الغزاة وحاولوا اختراق  قلعة تبنين فاقتلعتهم الارض وبقيت القلعة شاهدا بان هذا الجبل عصي على الانكسار والزوال وان الناس هنا اقوى من اعتى العواصف، متمسكون بارضهم ثابتون على مبادئهم.
وهنا ايضا رسالة لبنان في المحبة والعيش الواحد. فالمساجد لا تزال تجاور الكنائس والناس للناس يتبادلون الاحترام ويحفظون الجيرة. لم تدنسهم فتن الازمنة المتعاقبة بل في كل فتنة كانوا يزدادون انفتاحا وتلاحما وتوقا للعدل .
في بلدة تحمل كل هذه الخصائص تفتتحون غرفة نقابة المحامين. المحامون الذين يحملون رسالة العدالة بحيث لا يطغى القضاء ولا يبقى حق دون مطالب.
 فالمحاماة ايها السادة هي رسالة اكثر مما هي مهنة،
هي ضمانة لكي لا تسقط الحقوق تحت طغيان موازين القوى.
في هذا العالم الذي تسوده لغة الاستقواء نحن هنا في ارض الجنوب ( وتبنين كانت على تماس مع الشريط المحتل وهي اليوم على مقربة من حدودنا مع فلسطين المحتلة) ندرك بعين الحقيقة انه في لحظة غياب لغة الحقوق والعدالة لا تبقى لنا سوى لغة المقاومة التي اعادت الينا ارضنا وحقوقنا بينما كان العالم متنحيا عن احقاق الحق واجبار المعتدي حتى على تطبيق قرارات دولية صادرة عن الامم المتحدة.
بالعودة الى لقائنا اليوم وقرار مجلس نقابة المحامين في بيروت اعادة تأهيل وتجهيز مركز النقابة في تبنين لخدمة المحامين العاملين والقاصدين لمحكمة تبنين،
هذا الامر يسهل على قاصدي المحكمة من المحامين انجاز معاملاتهم اللازمة لملفاتهم فضلاَ عن تأمين موقع لائق للاستراحة و اعداد كل ما يلزم اثناء تقديمهم لملفاتهم او حضور الجلسات.
ان اعادة تأهيل وتجهيز المركز، لاقى استحساناً لدى اهالي المنطقة والجوار لذلك نتوجه بالشكر لمجلس نقابة المحامين وللنقيب ناضر كسبار الذي استجاب لطلب تفعيل هذا المركز وبسرعةٍ قياسية ايماناً منه بتوسيع وتطوير العمل النقابي وجعله اسهل على المحامين والمتقاضين على حدٍ سواء.
فبأسمي وباسم دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري أشكر نقابة المحامين في بيروت على هذا القرار الذي نقدر كما لا يجب أن يغيب عن بالنا الجهود والمثابرة اليومية التي قدمتها إبنة هذه البلدة تبنين المحامية نادين دكروب التي لم تفوت أي باب الا وطرقته للوصول الى ما نحن نحتفل به اليوم، متمنين للنقابة المزيد من التقدم والتطور. والسلام عليكم ورحمة الله.
“محكمة” – الجمعة في 2023/10/6  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!