مقالات

المحاماة مهنة رائعة لكنّها صعبة ومعقّدة/مايا الزغريني (حفل قسم يمين المتدرّجين مع صور)

المحامية مايا الزغريني*:
أهلاً وسهلاً بكم في يوم أداء قسم المحاماة، اليوم الذي يعدّ بمثابة يوم تاريخي في حياة كلّ محام ، وسيظلّ محفوراً في ذاكرته.
أيّها الزميلات والزملاء المحامون المتدرّجون الجدد
إنّ كلمات هذا القسم ليست كلمات تردّد فقط، بل يجب أن ينفّذها المحامي على أرض الواقع، حتّى يستطيع النجاح في مهنة المحاماة.
لن أذكِّرَكم بمضمون اليمين التي أدَّيتموها، فأجمل ما قرأت في هذا اليمين “وأن أتصرّف في جميع أعمالي تصرّفاً يُوحي بالثقة والإحترام”،
فالثقة والاحترام ينبغي لهما أن يكونا العلامتين الفارقتين في سيرة كلِّ واحدٍ منكم، فثقة الناسِ لن تحصلوا عليها إلّا إذا زرعتموها أنتم فيهم بالأداء المهني الراقي المبنيِّ على التعمّق في علم القانون، وبالاحترام الذي تحيطون أنفسَكم به، احترامِكم لنقابتكم ولمؤسّسة القضاء.


فمن أخطر ممارسات المهنة قسم هذا اليمين، ومخالفته لا تعتبر فقط جرماً ترتكبونه كمحامين، بل إخلالاً مع ربّكم وإيمانكم ومعتقداتكم،
بعد أداء القسم يستحقّ كلّ واحدٍ منكم أن يطلق عليه لقب محام متدرّج، ويطبّق عليه قانون تنظيم المهنة وأنظمتها وآدابها، وسوف يكون كلّ فرد منكم مسؤولاً مسؤولية كاملة أمام الجهات التي يتعامل معها بصفة محام.
إنّ مهنة المحاماة علم ورسالة، فهي علمٌ مستمرّ ورسالةٌ يؤدّيها المحامي مدافعاً عن حقوق الناس،
إنّها رسالة، أساسها الأخلاق، والعلم والمعرفة والقدرة على الإقناع، إلى جانب التزام الكلمة الحسنة والمظهر المشرّف.
من هنا على كلّ واحد منكم أن يتحلّى بالأخلاق والعلم والثقافة والأدب بالفعل وليس بالقول، فهذه الصفات تعدّ رأس مال كلّ محام،


وأخيراً، فالمحاماة مهنة رائعة لكنّها صعبة ومعقّدة، وبقدر ما نتحمّل من الصبر والمسؤوليات، نستطيع أن نصنع من أنفسنا محامين مميّزين، فهناك أمانةٌ ومسؤولية كبرى في اانتظاركم في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها مهنة المحاماة من إضرابات واعتكافات وأزمة اقتصادية خانقة لا تزال ترخي بظلّها على حياتنا اليومية،


ولكن طالما أنتم مؤمنون بالانتساب إلى النقابة، ومقتنعون بممارسة المهنة، إنّي على يقين كامل بأنّكم ستنجحون، وأنّكم بالمثابرة والتحدّي ستقضون على جميع الحواجز التي سوف تعترضكم، وبذلك يمكنكم تحقيق الآمال والأهداف،
أنتم أمل مهنة المحاماة ومستقبلها الزاهر، مستقبل قوامه العلم والمعرفة في خدمة الحقّ والعدالة، فمباركٌ لكم ولزملائنا بكم، والى مزيدٍ من التقدّم والنجاح.
عشتم وعاشت نقابة المحامين وعاش لبنان.
* مقرّرة التدرّج في نقابة المحامين في بيروت وقد ألقت هذه الكلمة في حفل قسم يمين دفعة من المحامين المتدرّجين يوم الخميس الواقع فيه 30 حزيران 2022 في القاعة الكبرى في “بيت المحامي”.
“محكمة” – الخميس في 2022/6/30

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!