مقالاتميديا

خاص”محكمة”: ماري دنيز المعوشي.. “قصّة كرامة”/حمزة شرف الدين

القاضي حمزة شرف الدين:
إنا لله وإنا إليه راجعون…
رحم الله من كانت رجلاً في زمن قلّ فيه الرجال…
رحم الله من كان سنداً للقضاة والغروب والنادي، في وقت قلّ فيه السند…
رحم الله من وقف بجانبنا أنا والريس وائل بو عساف وبعض الزملاء عندما كان يجري استدعاؤنا إلى التفتيش في خضمّ الحراك الأخير، وكانت تقول للقيّمين لا يجوز ملاحقة القضاة لأنّهم يطالبون بحقوقكم…
رحم الله من صدح صوتها في الجمعية الاستثنائية للقضاة واعتلت المنبر وقالت إنّ “القصّة قصّة كرامة” بصوت يغتمره الشموخ والعنفوان، وفي قلبها غصّة واشمئزاز من الدرك الذي وصلت إليه وضع العدلية والقضاة وأهينت كرامات العديد منهم على شاشات التلفاز وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
لا اعتراض على حكم ربّ العالمين… ولكنّك تركتنا باكراً، فالمركب لا زال في عرض البحر، والأمواج لا زالت عاتية، ومعركة الكرامة والاستقلالية لا زالت في أوجها، في زمن الظلام في عدليات لبنان…
برحيلك، فَقَد غروبا قضاة لبنان 1 و2 درعاً صلبا” وحضنا” حنونا” ولطالما كنت لي (كمدير على الغروب) الناصح الأمين، في زمن انسحب معظم القضاة الكبار من معركة الاستقلالية والحقوق المسلوبة… ورفضوا الاعتكاف وطالبوا بوأد الغروب وإنهاء الوسيلة الوحيدة للتواصل الشامل والسريع للقضاة مع بعضهم البعض…
وفي خضمّ الضغوط الجسام والملاحقات، كنت ألجأ إليك وإلى الريّس طنوس مشلب، وكنتما تقولان لي: شدّ ركابك، ما تلغي الغروب وما تتراجعوا…
فالغروب الذي يتواصل عليه الآن ما يزيد عن 350 قاضيا” يدين لك باستمراريته… وكذلك الدرجات الثلاث التي انتزعناها…
ووعدا” علينا، الاستمرار بنادي قضاة لبنان الذي كان لنا شرف توقيعك كمؤسّسة عليه، والذي أبصر الحياة كردّة فعل عكسية على الهجمة الشرسة التي تعرّض لها القضاء والقضاة في الآونة الأخيرة…
وفي الختام، فيا شهيدتنا الغالية، لن ننساك أبداً وسيكون طيفك وعنفوانك مرافقا” لنا في جميع خطواتنا ومعاركنا…
فـ” القصّة قصّة كرامة”…
وما دموعي والدموع التي ذرفت اليوم على فراقك، سوى خير دليل على صدق المحبّة ولوعة الفراق…
ستظلّين المثل والمثال، والشعلة التي أنارت طريق القضاء في زمن الظلمات، والتي سوف نقتبس منها قوتنا لاستكمال النضال والمسيرة.
“محكمة” – الثلاثاء في 2018/07/24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!