معاناة مُساعِدة قضائية: لقد قَصُر العدل/وحيدة أفضل
بقلم وحيدة أفضل:
أمّا بعد!
لا، عفوًا ماذا بعد!
وحيدة تخنقها العبرات وتحاول جاهدة أن لا تبكي، فبكاؤها يعني أنّ “الأمل في غد أجمل أصبح مستحيلًا”.
وحيدة تلك الفتاة التي دخلت معترك الحياة بالتطلع إلى عدالة سامية وقصر عدل يزهر بالأمان.
ها هي وبعد سنوات تدخل القصر بإحباط وحزن.
لم تعد تشعر بالزهو كما كانت عندما تسأل: أين تعملين!
لقد أصبح الجواب غصّة ودمعة في القلب!
لم تسأل يومًا عن الوقت والمال في عملها. كانت تعمل بفرح وحبّ. أمّا الآن أتراها ما زالت كما هي؟!
وحيدة تصل إلى عملها في قصر العدل وأوّل ما تنظره هو العتمة!
ترى كيف ستكمل نهارها؟! وهي التي قبل خروجها من منزلها تقول:”يا رب يكون في كهربا”!
إحباط! كيف سيكون العمل دون كهرباء وهي التي اعتادت أن تلبّي حاجات الناس دون ملل!
تحتاج دخول الحمام. عفوًا لا يوجد مياه، فتضطرّ أن تتحمّل وأن لا تشرب كلّ النهار.
وحيدة تتوحّد مع كلّ السلبيات التي تعترضها لتخلق إيجابية ما تخنق كلّ هذا الذلّ الذي يعترضها ويحاول أن يدمّر أحلامها!
وحيدة لا تريد أن تقرأ على واجهة مدخل قصر العدل كما الآخرون “قَصُرَ العدل”!
لا تريد أن تقول لمواطن:” تعال غدًا فلا كهرباء اليوم”.
لا تريد أن تقول لموظّف”:عفوًا منك لا يوجد أوراق أو مظاريف وأقلام لنكمل عملك”.
لا تريد أن تتراكم النفايات أمام مكتبها مع ملفّات افترشت الأرض تبحث عن العدالة والحقيقة.
وحيدة لا تريد الإستسلام، فهل من يسمع صرختها. هل من مجيب؟!
أم أنّها لن تسمع غير الصدى!
“محكمة” – السبت في 2022/2/5