مقالات

أوقفوا مهزلةَ التطاولِ على القضاءِ!/جمال الحلو

القاضي جمال الحلو:
ما كنتُ أحسبُني أحيا إلى زمنٍ أرى فيه الحاقدين يتطاولون على القضاءِ والقُضاةِ بطريقةٍ تشمئزُّ منها النفوسُ، إلى درجةِ القرفِ من بعضِ الكلماتِ التي اجتُثّت من كتبِ الأدبِ وحسنِ التّصرفِ واللياقةِ ، ولا يقبلُها عقلٌ ولا منطقٌ ، وتضرّ بسمعةِ المواطنِ.
فمن يخسر قضيةً يتطاول، ومن لا يصلْ الى مبتغاه يتحامل، ومن يرد الاقتصاصَ دون وجهِ حقٍّ يتجاملْ، ومن يعرف أنّه غيرُ مُحقٍّ يتحايلْ.
لقد بلغَ السّيلُ الزُّبى وبلغَتِ الصّدورُ الحناجرَ، لدرءِ الفتنِ، وردِّ طعناتِ الخناجر في خاصرةِ القضاءِ الهشّةِ، بسببِ بعضِ المتغافلين عن نصرةِ الحقِّ وزهقِ الباطلِ.
ما قالَه وزيرُ الداخليةِ بالأمس(كلام جزافي) وفي غيرِ محلِّه على الإطلاقِ. فالنسبةُ الكبيرةُ من القضاةِ شرفاءُ.
أمّا الفاسدون فهم قلّةٌ، لكنّهم يتبوّؤون مراكزَ مفصلية، لذا، وجبَ تطهيرُ هؤلاءِ الفاسدين، وإصدارُ تشكيلاتٍ قضائيةٍ تسمحُ للصّالحِ والشخصِ المناسبِ بتسلّمِ المركزِ المفصليِّ بغيةَ تحقيقِ العدالةِ على أعلى المستوياتِ والصّعدِ كلّها.
وفي الوقتِ عينِه ينبغي التنويهُ بالصالح والوقوفِ إلى صفّهِ لإحقاقِ الحقِّ، ونُصرةِ المظلومِ.
فالقاضي الشّجاعُ والشريفُ لا تأخذُه في الحقِّ لومةُ لائمٍ، ولا يكترثُ لناقمٍ، ولكلّ حالمٍ في عرقلةِ مسيرةِ العدالةِ في لبنان.
ولكي لا نطيلُ الكلامَ من غيرِ طائلٍ نقولُ وبالفمِ الملآنِ:يجبُ وضعَ حدٍّ للتطاولِ على القضاةِ الشّرفاءِ. ومجلسُ القضاءِ الأعلى مطالبٌ باتّخاذِ الموقفِ الصحيحِ والجريءِ والفوري.
“محكمة” – الجمعة في 2020/11/27

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!