الأخبارمقالات

خاص “محكمة”:عن الحويك وإده والجسر واليافي و”عرب الإنكليز”/مطانيوس عيد

المحامي مطانيوس عيد:
“ديني الانسان ووطني لبنان”
البطريرك الياس الحويك
من علامات الأزمنة، في تاريخ وطننا لبنان “قلب ربّنا”، على ما يعني في العربية ، عن الأصل الآرامي ، إجماع الطوائف على تكليف البطريرك الماروني الياس الحويك ، بتمثيلهم في مؤتمر الصلح الدّولي، إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى، عام 1919، المنعقد في فرساي.
حضر، ومعه أعيان الطوائف. إستهلّ: “كلّفوني لكبر سنّي”. وأكّد لدول العالم ما حرفيته: “لبنان، البلد الوحيد في الشرق الذي يرفض كلمة دين في دستوره. ديني الإنسان ووطني لبنان”.
أكبرت الدّول هذه الآية، وأعلنوا استقلال لبنان بإجماع دولي.
ونصّت المادة الأولى من الدستور، المنشور في الجريدة الرسمية ، 20 نوّار 2019 على ما حرفيته: “لبنان الكبير وطن مستقل بحدوده لا يتجزأ، المعترف له بها من جمهورية فرنسا المنتدبة ومن لدن جمعيّة الأمم”.
** ** **
وانبعث لبنان “طائر الفينيق” من رماده، واحتلّ المقام المعهود: مؤسّسات دستورية، رئيس جمهورية، مجلس نوّاب ، مجلس وزراء، دون طائفية. والكلّ يعرف ترشيح الشيخ محمّد الجسر لرئاسة الجمهورية. أمن وأمان مثاليان، قضاء عادل، وأحكام تصدر خلال ساعات. ولا يزال نصّ المادة الرابعة من الأصول المدنية، يدين بجرم الاستنكاف عن إحقاق الحقّ، التأخير في فصل الدعاوى. والمهل بالساعات والأيّام والأسابيع. وأكّدت المادة 741 أصول، على أنّ هذا الجرم هو الأكبر، وبعده الرشوة والتزوير والغش…
أضحت عشرات السنوات دون فصل وحكم، كلحظة في عيون المستنكفين والمستنكفات…
** ** **
إستغلّ جماعة “عرب الانكليز” الحرب العالمية الثانية سنة 1943، وألغوا الاستقلال، لمصلحة انعدام الدولة، على ما هي الحال إلى يومنا المشؤوم.
ذات ليلة عيد جلاء، أطلّ الدكتور عبدالله اليافي، على التلفزيون، بصفته رئيساً للوزراء وصرّح بما حرفيته: “سنة 1943، ألغينا الاستقلال لمصلحة استعمار عربي انكليزي. لم تكن فرنسا مستعمرة ، بل منتدبة من قبل الأمم المتحدة. وحده الرئيس اميل إده ، كان على حقّ، برفض ما حصل. والذين يزعمون أنّه تمّ تخوين إميل إده، هو كلام شارع. فالرئيس اميل إده ، لم يحصل تخوينه في مجلس النوّاب”.
** ** **
طردوا الأمم المتحدة، واسمهم عند “علماء الدستور والمؤرخين، آباء الاستقلال”! نعم آباء يأكلون أبناءهم ! ولمن يسأل، هل يبقى الانتداب إلى الأبد؟ بالطبع، طالما هو باسم الأمم المتحدة ، لضمان استقلال لبنان . كيف يقبلون بسفارات الدول؟
** ** **
يجمعون على أنّ النظام الطائفي الذي بني عليه دستور 1943 وما زال، هو سبب الفتن المستمرّة منذ 1943. ويعملون على تأبيده! بدلاً من إلغائه. والمتنافي مع طبيعة اللبنانيين الذين دستورهم “إخواننا”، كلّما تكلّم ابن طائفة عن أبناء باقي الطوائف. ويذودون عن بعضهم البعض، ضدّ الفتن المفتعلة من الدولة ضدّهم. والمنفّذة بفعل أجهزتها، المفروض عليها حماية الشعب، وليس العكس؟!
** ** **
جاء في كتاب “بركة عن قبر القديس شربل” مطبوع 1950، للخوري منصور عوّاد، محام في دعوى تطويب القديس شربل ، ما حرفيته: “حضرت بمعيّة الأباتي اغناطيوس التنوري رئيس الرهبانية المارونية، إلى قداسة البابا في روما. سأله البابا عن أحوال لبنان والفتن وهجرة الملايين؟ فأجابه:”حكّام لبنان، يعملون على إفناء شعبه، بأفظع طريق تخطر على بال طاغية شرير”.
“تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم” (السيّد المسيح ، روح الله وكلمته في القرآن الكريم).
(نشر هذا المقال في النسخة الورقية من مجلّة”محكمة” – العدد 31 – تموز 2018)
“محكمة” – الأحد في 2019/4/21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!