طرائف وأشعار

قاض ينفّذ أمر الباشا بمنع محام من الوقوف في المحكمة/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
يروي القاضي المرحوم إميل أبو سمرا الطرفة الآتية: من نوابغ المحامين في القرن الماضي المرحوم طانيوس أبي ناضر، وكان على بعْد صيته في المحاماة سريع الخاطر متوقّد الذهن.
وتُروى عنه النكتة التالية: كان المرحوم طانيوس من غلاة الوطنيين ممّا أدّى إلى خلاف شديد بينه وبين واصا باشا متصرّف لبنان حينئذ، وتفاقم الخلاف أخيرًا، فأصدر الباشا أمرًا يمنع به طانيوس أبي ناضر من الوقوف في المحاكم. واتفق أن كان للمرحوم طانيوس دعوى في محكمة المتن، فلمّا نودي عليه قال له الرئيس: لدينا أمر من أفندينا بمنعك من الوقوف في المحكمة. فأجاب على الفور:
– طوّل الله عمر افندينا الباشا، لقد نظر إلى ضعفي وكبر سني فسمح لي بالجلوس وهذا لطف منه أشكره عليه. وأخذ كرسيًا وجلس يرافع.
***
ثورة
منظر أرتال سيّارات المواطنين الذين ينتظرون “بالصفّ” لتعبئة خزّانات سياراتهم بعشرين ألف ليرة من البنزين، ونحن منهم، يدعو للغضب والاشمئزاز. هذا عدا عن الذلّ في باقي القطاعات من أدوية ومواد غذائية وكهرباء وغيرها وغيرها. القيّمون على شؤون البلد يعلمون جيّدًا بأنّ الشعب يثور ثمّ يغور تمامًا مثل المشروبات الغازية ما أن تفور حتّى تغور، وهذا أمر يساعد القيّمين على التمادي في استهتارهم و”استلشاقهم” لأنّهم بالفعل لا بالقول، لا يهتّمون بشؤون مواطنيهم طالما هم في قصورهم ويملكون المال والسلطة والشعبوية.
ألم يحن الوقت لانطلاق الثورة ضدّ الظلم؟
***
بين سجون العدلية
راجعت والدة أحد المسجونين المحامي يوسف لحود علّه يساعدها في نقل موكّله من سجن طرابلس إلى بيروت، إذ إنّها تسكن في الجنوب ومشوار طرابلس يضنيها، فأرسلها الأستاذ لحود لعند رئيس قلم النيابة العامة التمييزية نبيل الفغالي الذي هو إبن الشاعر الكبير والمشهور شحرور الوادي، وأرسل معها الكتاب التالي:
بات الك قلب الامومة ومدمعو
مشوار درب طرابلس بيوجعو
كرمالها ببيروت حطو السجين
بين السجن والسجن ما بتفرق معو
بين سجون العدلية
بتقدر تعمل نقلية
ومش قادر من قلب الحبس
تنقلنا عالحرّية
***
أين روبي؟
إلتقى المحاميان مطانيوس عيد ورفيق غانم في غرفة نقابة المحامين في المتن وكان عيد يرتدي روب المحاماة. وبعد قليل، همّ مطانيوس بالوقوف، إلّا أنّه بدأ يلتفت في جميع الاتجاهات قائلًا: أين روبي؟
– فأجابه غانم: ولكنّك ترتديه.
فقال غانم: لقد أصبح الروب جزءًا منك ولهذا السبب فأنت تفتّش عنه. ثمّ أردف قائلًا: هلقإاذا ترشّحت بتنجح.
***
كلّنا من هالمقلع….!
في كتابه “قبل أن ننسى” يقول القاضي المرحوم إميل أبو سمرا: كان المرحوم سليم بك باز رئيس محكمة البترون، وكان يقوم بزيارة القائمقام أسعد كرم كلّ صباح قبل الجلسات ويتناول معه القهوة. ذات يوم دخل عليهما خوري من غزير فحيّاهما وقال للقائمقام:
– أنا قاصد سعادتك
– خير ان شاء الله
– البارحة أوقف رئيس المحكمة أخي بتهمة سرقة (وكان لا يعرف رئيس المحكمة) وأتيت مستنجدًا بسعادتك لأنّي أعرف أنّ رئيس المحكمة صديقك.
– ما هي التهمة الموجّهة لأخيك؟
– اتهموه زورًا بسرقة كنيسة ونحن من أشراف المنطقة.
فسأله سليم باز: من أيّة عائلة حضرتكم أمن الأمراء الشهابيين؟
فقال: ما في أشراف غير الشهابيين؟
– طيّب! من مشايخ آل حبيش؟
– ما في أشراف غير الحبيشيين؟
– من مشايخ بيت الخازن؟
– شه! ما في أشراف غير مشايخ آل الخازن؟
– طيّب خلّينا نتشرّف باسم عائلتك
فوقف وضرب بيده على الطاولة قائلًا: بيي من بيت المقيروامي من بيت قطيط.
فضحك سليم باز وقال له: يا ابونا! يا ابونا! حاج تحتد…وتشوف حالك علينا..كلنا من هالمقلع.
***
شو النفع مني بعد سنّ الأربعين
خلال حفل الغداء الذي حصل في 8 آب في بنحيله الشوف، والذي ضم 100 محام ومحامية لمناسبة انتهاء السنة القضائية، وقف المحامي سهيل نصر وألقى كلمة شدّد فيها على دور نقابة المحامين الرائد. ثمّ ألقى قصيدة عن الحبّ وممّا جاء فيها:
يا حب من دلك عا قلبي مين
وشو النفع مني بعد سن الاربعين
ولادي شباب وشعر راسي شاب
واوجاع صدري عالشمال وعاليمين
جاوب الحب بلهجة الفيها حنان
وقال الحب ما بينقاس بعد السنين
الشب شب بحن الفاظ اللسان
ولو كان عمرو جاوز الستين
وقال الحب يا حبي انا ايمان
انا تقوى انا الفي انا دين
تنهدت تنهيدي وقلت يجبر خاطرك
يا حب صرلي ناطرك من سنين
انا رهن الاشارة بخاطرك
عجل وقلا للحبيبة تلين
وعود قاعد ناطرك
عا حر جمر وقلب عم ينخرو سكين
وبعد الجواب الحاملو راح شاطرك
فرحة لقائي باجمل الحلوين
“محكمة” – الأربعاء في 2021/6/9

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!