الأخبار

كسبار في تشييع المحامي سمير الزغريني: إنّه مثال المحامي الملتزم برسالتها

خاص “محكمة”:
شيّعت بلدة بولونيا في المتن إبنها البار، عضو مجلس نقابة المحامين السابق المحامي سمير الزغريني، في مأتم مهيب، حضره نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار، والنقباء السابقون أنطوان قليموس وجورج جريج وأمل حداد وملحم خلف، والسيّدة ستريدا جعجع ممثّلة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعدد كبير من النوّاب وأعضاء مجلس النقابة الحاليين والسابقين ومحامين.
وتلي الرقيم البطريركي الذي عدّد مزايا الفقيد، في كنيسة مار شربل، بولونيا، كما ألقت السيدة ستريدا جعجع كلمة، وحفيده سمير صفير، وابنته عضو مجلس النقابة المحامية مايا الزغريني كلمة من وحي المناسبة.
كما ألقى نقيب المحامين ناضر كسبار كلمة بدأها بطرح سؤال عليه من قبل المحامين حول رثاء الأستاذ الزغريني من قبله شخصياً فأجابهم: عندما يرحل كبير الكبار، فأقلّ الإيمان أن يرثيه نقيب المحامين.
وقال النقيب في كلمته:
“من جامعة القديس يوسف في بيروت- اليسوعية- حيث نال شهادة الحقوق، إلى نقابة المحامين، حيث قُيّد محامياً متدرجاً في مكتب معالي المحامي العلامة خليل أبو حمد، إنطلق الشاب المليء نشاطاً وحيوية وعنفواناً سمير الزغريني، ليصبح محامياً لامعاً معروفاً في جميع الأوساط الحقوقية والمهنية والقضائية.
إنتسب إلى حزب الكتائب اللبنانية، وكان مثالَ الإنسان الملتزم، النظيف. لا يساير ولا يساوم.
بعدها انتسب إلى حزب القوات اللبنانية، وكان واحداً من الحكماء الذين يُستشارون، قبل اتخاذ القرارات.
في المحاماة كان مثال المحامي الملتزم برسالتها وبقيمها السامية.
أعطاها من علمه وطموحه ورصانته واستقامته، وانكبابه على الدرس والتمحيص، وباتت بصماتُ أصابعه مرسومةً على الكتب. وكان رجل قانون لامعاً ساعده في ذلك سرعة بديهة، وعمق معرفة وثقافة واسعة، ونزاهة فكرية. وهو الذي كان يجيد تسويق أفكاره بأسلوب حواري متمرّس وقد حمله زملاؤه إلى سدة عضوية مجلس النقابة حيث تولّى عدّة مراكز ومنها مركز مفوّض قصر العدل وكنت زميله في المجلس. وأشهد أنّه لم يميّز بين زميل وزميل، وبين طائفة وأخرى. بل كانوا كلّهم- أيّ المحامون- وكأنّهم من أفراد عائلته.
في الشأن العام، كان الحبيب سمير وطنياً بامتياز. ثابتاً في مواقفه لا يتغيّر. ولا يمشي على قاعدة فيلمون وهبه في إحدى المسرحيات. نحن مع المبدأ. كيف ما بيبرم منبرم معو.
في الشأن العائلي، كان محافظاً على القيم والأخلاق العائلية التي قام ويقوم عليها لبنان. ويقول لنا دائماً عائلتي بتسوى الدني. زوجته السيّدة سلوى وابنتاه زميلتنا العزيزة مايا وميشيلا وأحفاده وبقيّة أفراد عائلته.
في الحياة الإجتماعية، كان أنيقاً، حلو المعشر، صادقاً، محبّاً، متصالحاً مع نفسه، متسامحاً مع الآخرين. معه يأخذك سحرُ البيان، وعزارة المعرفة، وعمق الثقافة، ودماثة الأخلاق.
حافظ الودّ والصداقات، من قماشة أهل الخلق الرفيع في زمن سقوط القيم.
يا سمير،
وأنت المحامي الألمعي، والإنسان اللبق اللطيف، الخلوق الشفيف، المسالم الراقي.
وحين أقعدك المرض، وما استطاع أن يسيطر على نفسيتك، أو شخصيتك أو عقلك. استمريت المناضل الذي لا يهدأ، ولا يتراجع عن إيمان، وعن حقّ. واستمريت تقرأ وتكتب. تعملُ في سبيل الإنسان، كلّ إنسان كما حافظت على أمل العودة إلى قصور العدل حيث موقعك الطبيعي الطليعي.
أيّها العزيز سمير،
كلّنا نعلم أنّك رحلت حزيناً. ففي هذا الزمن الرديء، قتلوا كلّ شيء، واستباحوا كلّ شيء، وأصبح القانون استثناء.
ويا عزيزي سمير،
في القلب وفي البال، أخاً عزيزاً، وزميلاً محترماً، وصديقاً مخلصاً. ألا فاعبر بسلام، فإنّك الآن حيث يليقُ بالأخيار الأنقياء والأصفياء.
باسمي. وباسم أعضاء مجلس النقابة وباسم المحامين، أتقدّم من عائلة الزميل الحبيب سمير وخصوصاً من زوجته السيّدة سلوى ومن زميلتنا في المجلس الأستاذة مايا ومن ميشيلا ومن العائلة الكريمة والأهل والأصدقاء بأصدق التعازي.
رحمه الله.”
“محكمة” – الأحد في 2022/9/4

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!