علم وخبرميديا

عكّار المفجوعة على الدوام: إنفجار خزّان البنزين يحصد 28 قتيلًا وأكثر من 50 جريحًا

خاص –”محكمة”:
.. وكأنّه كتب على عكّار أنّ تتذوّق طعم الموت باستمرار سواء أتى على شكل حرمان وإهمال، أو على هيئة رصاص طائش، أو على صورة فساد إنساني تغلّب لديه الطمع على منطق الرغد الكريم، والدولة في جميع هذه الحالات شريك رئيسي ومشجّع إنْ لم تكن الفاعل في بعض المحطّات والمراحل.
لم تنم بلدة التليل العكّارية والقرى المجاورة بعدما تحوّل ليلُها الأليل وبفعل فاعل مجرم من الطراز الرفيع، إلى نهار مشعّ ليس نتيجة كرم الدولة بتمديد فترة تيّارها الكهربائي الذي نادرًا ما يحضر في النهار وبموازاة أشعّة الشمس، وإنّما بسبب انفجار خزّان مليء بمادة البنزين حوّل المكان إلى مجزرة بالمعنى الحرفي للكلمة إذ قضى ثمانية وعشرون شخصًا نحبهم وأصيب ما يفوق الخمسين آخرين بجروح وحروق وبعضهم في وضع حرج ودقيق للغاية.
وفي التفاصيل، أنّ الجيش اللبناني وضع يده ظهر أمس السبت على خزّان للمحروقات في بلدة التليل من ضمن “الصحوة الأمنية” بملاحقة كلّ الشركات والمحطّات التي تحتكر البنزين والمازوت لبيعه لاحقًا عند الشروع بتنفيذ قرار رفع الدعم الرسمي، بأسعار خيالية وجني أرباح طائلة سبق للبنانيين أن شاهدوها ولمسوها عن كثب في الدواء والمواد الغذائية واللحوم والخبز حيث بلغت طوابير الإنتظار مرحلة متقدّمة من الذلّ لم يعرفها اللبنانيون خلال فترة حروبهم العبثية بين العامين 1975 و1992.
تساؤلات
وعندما تقرّر بيع هذا المخزون من دون مهانة إثر اكتشافه وإبلاغ الجيش اللبناني عنه، حصل الإنفجار بطريقة ملتبسة وغير واضحة لغاية الآن، ممّا يطرح تساؤلات واستفسارات، فهل دبّر الأمر تحت جناح الظلام في ظلّ وجود عدد لا بأس به من عناصر الجيش اللبناني في المكان أم أنّه مجرّد مصادفة؟ ومن الفاعل؟ ولماذا هذه النهاية المأساوية لمسلسل الإذلال على المحطّات المخصّصة لبيع المحروقات؟ ولماذا توّج نهار مطاردة المحتكرين بهذه الفاجعة؟ ولماذا هذا الإفراط في التخزين بهذه الطريقة غير الآمنة؟ ولماذا تمّ التستّر على هذا الخزّان طوال الفترة السابقة بانتظار حلول فرصة تهريب مادته إلى سوريا وكسب المزيد من المال الذي يفوق الإنسان أهمّية في نظر التجّار تحديدًا؟
وهذا رهن التحقيقات التي يفترض أن تبدأ بسماع إفادات الجرحى حال تمكّنهم من الإدلاء بشهاداتهم.
المستشفيات
وقد توزّع القتلى والجرحى على مستشفيات اليوسف الإستشفائي في حلبا، والدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا، وسيّدة السلام في القبّيات، والحبتور في بلدة حرار، وعكّار- رحّال في بلدة الشيخ محمّد، ومستشفى السلام في طرابلس، ومستشفى الحكومي في طرابلس، والجعيتاوي في بيروت.
“محكمة” – الأحد في 2021/8/15

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!